أروع القصائد في وصف صورة معبرة
الهدى والهوى
أنا ما كتبت بأصبعي = حرفاً أعيه ولا يعي
أو جال في دنيا المسا = متجاهلاً لمواجعي
حرفي نتاج خواطري = تمضي به كالتابعِ
ولقد تمنّع فترة = وعصى عصاوة مبدعِ
يجترّ آلاماً مضتْ = يجري ولا يجرى معي
حتى رأى ما يستجيـ = ـش مواجعي ومدامعي
فتجدّدت نفثاته = ناراً تقضقض مضجعي
جاشت خواطر جيشه = بتشدّد وتنطعِ
أنلوم طفلاً ويحنا = طفلاً لها في الأربعِ؟!
بهوائه وشرابه = ببراءة وتمتعِ
حبس الهوا فقاعة = أوحت له ما لم يعِ
فرنا لها وبهمّةٍ = ولغيرها لم يسمعِ
لطفاً حبيبي لا تخف = من نفث قلبي الموجعِ
فلقد رأيت وراء صو = رتك الجميلة مصرعي
في بدء محنة أمتي = وختام عِزًّ يانعِ
كم مرة بسطت يديـ = ها في السراب اللامعِ
ورنت إلى ملهاتها = في رغبة وتطلّعِ
إن كنت يا طفلي بها = كالمغرم المستمتعِ
فلسوف تعرف في غدٍ = ما قد كتبت بأصبعي
أن الهوى فيه الهوا = ن لقيصر أو تُبّعِ
أَوْدَى بدولة أمتي = وغدتْ به كالأجدعِ
وهي العزيزة بالهدى = عزَّ العزيز الأرفعِ
ظهر الهوى فقاعة = عظمت فصكّتْ مسمعي
لمعت فكانت دعوة = لرُوَيْبِضِ مُتَمَشْوِعي
أَوَلَمْ تكن قومية = حمى تمزق أضلعي؟!
برضاعة غريبة = تَبّاً لها من مرضعِ
هبّتْ تمزّق وحدتي = كهبوب ريح زعزعِ
فتعددت راياتها = ولكلّ قاصمة دَعِي
رسمت دوائر أمتي = وخليفتي يبكي معي
أوحت بحدّ حدودها = لتفرّق وتقطعِ
وغداً أخي إن مسّه = ضرّ ولا من مفزعِ
يلوي إلى جزاره = يا بئسه من مرجعِ
ما عاد من يحمي الحمى = أَو من يحس بمصرعي
ماعتْ معالمُ ديننا = في عالم متميّعِ
وإذا بمواطن أمتي = ذاك الحزين الموجعِ
وهو القوي شكيمة = وهو الذكي الألمعي
حب الهوى يهوي به = في حمأة المستنقعِ
يهوي إلى رب الهوى = طوعاً بغير تورعِ
يصغي إلى إيحائه = فيما يقول ويدّعي
لا حَلّ إلا في (السلا = م) سلام مص الأصبعِ
ألقِ السلاح مسالماً = والغ الجهاد إذا دُعي
واكفرْ بكل ذخيرة = وعزيزة وتبرعِ
وابذلْ سلامك للذي = ذبح السلام وطَبّعِ
امددْ له كلتا يديـ = ـك وكن كعَبْدِ طيّعِ
مهما بغى مهما طغى = وأتى بجرم مفجعِ
هذا السلام فإن أبيـ = ـت طَوّعتك مدافعي
يا أمة لعبتْ بها = أعداؤها.. أفلا تعي؟
أنلوم طفلاً ما له = وعيٌ بمدّ الأذرع؟
فاثبتْ أخي بزغ النهار = فلا انبهار ببعبعِ
ودع الهوى وهوانه = وإلى الهدى فلتسرعِ
اسمع إليه منادياً = وعلى الجهات الأربعِ
يا بن الهدى أنا طالع = قد حان موعد مطلعي
فمعالمي فوق الربا = ومتارسي في الموقع
فإلى العلا يا ابن العلا = مجد العلا ترقى معي
في عزّ أو جنة = فهما مُنَايَ ومطمعي
داوود طه شريف - الحديدة
الفقاعة المخدرة
فيم التفكر يا ابن العزّ والهمم = يا ابن الأفاضل والأمجاد والشيمِ؟
فيم التفكر يا خيراً نؤمّله = يذودُ يوماً عن الإسلام والحرمِ؟
فيم التفكر والأعداء كامنة = في منحنى الشرّ خلف الريح والظلمِ؟
والليل خلفك بالأحزان يوعدنا = عَدْوَاً وظلماً بنار البؤس والنعمِ
والذئب يعوي بأحشاء الظلام بلا = جوع ليبطش بالراعي وبالغنمِ
كل الفقاقيع ما فكرت فيها فهل = أبصرت في هذه سيفاً لمتهمِ؟
أو أن حجمها قد أَوْقَفْك مندهشاً = حتى أحلّك بين الصمت والكلمِ؟
هذي الفقاعة كالَّلاشيء كوّنها = شيءٌ من الماء والصابون والنَّسمِ
لكنها ذات مغزى لا يُرى أبداً = إلا لعين البصير المدرك الفَهِمِ
خفيفة الجرم في وزن الهباء تُرى = جوفاء خدّرها وهمٌ من الورمِ
قد أسلمتْ نفسها للريح تحملها = نحو الضياع بلا رفض ولا ندمِ
كمثل أمتنا من بعد ما تركت = حكم الشريعة أضحت في يد العدمِ
إذ أسلمت نفسها للخصم قائلة: = رضيت ما شئت فارض أَنْ تَكُنْ حَكَمِي
فكان أن حكم الخصم اللئيم بأن = تُلْقِي إليه عروش المجد والقممِ
ريح الأعادي أبتْ إلا الشقاء لنا = وأعين النور أضحت مثل عينِ عَمِ
كأننا لم نر أعداء قبلتنا = تجتاح بالإثم أرض النور والقلمِ
بل قل كأنّا بلا سمعٍ ولا بصرٍ = ولا شعور بنكث العهد والقسمِ
كأننا لسنا أبناء المروءة والـ = عدل المضيء وقوم الصدق والقيمِ
كأن أمتنا من أجل خالقها = لم تَدَعْ للحق والأخلاق من قدمِ
ولم تكن نور أرض الله حاملة = على كواهلها عبئاً بلا سأمِ
يا أيها الناس يا أبناء جلدتنا = العدل يشكو من الأورام والألمِ
يشكو جراح ضباعٍ في الصحاري بلا = هادٍ يؤم ولا طبًّ لذي سقمِ
بالله بالله ربّ العزّ لا تهنوا = ولا تجوروا ولا تدعو إلى السلمِ
ولا تميلوا إلى العدوان إن لنا = رباً توعّد ذا العدوان بالنقمِ
فالله يكره من يعدو بلا سبب = يعود بالخير والإصلاح للأممِ
كذاك يمقت من خانوا أمانتهم = وأخلدوا للهوى والزيف والبشمِ
وآمنوا أنهم أهدى بغير هدى = وأنهم خير من يسعى على قدمِ
وأنهم فوق من قاموا ومن قعدوا = وأنهم فوق أهل الحل والحرمِ
لأن خير رجال الله مكرمة = من قَدّسوا الحق باسم الله ذي الكرمِ
مَنْ حكّموا الله فيمن تحت رايتهم = ولم يوالوا جبيناً ذل للصنمِ
وجاهدوا في سبيل الله من ظلموا = وكبَّروا الله فوق السهل والعلم
عاشوا وما اغتصبوا حقاً ولا كذبوا = ولا استباحوا بسيف الظلم عرق دمِ
ساروا على منهج الرحمن وانتفضوا = لنصرة الدين كالإعصار والحممِ
لله درهم إذ عاشوا يا ولدي = خيراً على الأرض أشهى من ندى الديم
نبيل عبده المشولي – تعز
حينما يصغر الكبار
ارفع يديك إلى السماء وحلَّق = وارحل إلى قمم الكرامة وارتقِ
واصعد على متن الفضاء بهمة = متلمّساً نبع السعادة واستقِ
سافرْ بروحك لا عليك فإنها = تسمو إلى تلك الرحاب وترتقي
قُمْ في ظلام الليل وحدك داعياً = وافتح بربك كل باب مغلقِ
سحر الليالي مرتقاك إلى العلى = وسبيل ما يرجو المنيب المتقي
سحر الليالي نور عبد قانت = إن ساءه كدر الظلام المطبقِ
ولقد هجرت لذيذ نومك طائعاً = ومضيت في وصل الجمال المطلقِ
امدد يديك فلا عدمتك داعياً = في عصرنا عصر الرقاد المرهقِ
امدد يديك فلن تعود برفعها = صفر اليدين من الكريم المغدقِ
قف أيها الطفل الصغير وناده = واحمل إليه عناءنا وتصدّقِ
قف أيها الطفل الكبير بعزمه = فلعل فيك رجاءنا لم يخفقِ
واسأل فأنت مطهّر لم تقترف = ذنباً وستر حجابه لم تخرقِ
يا رب أمتنا يحيط بها العدا = وتكاد من غرب الورى والمشرقِ
في كل يوم جرحها متجدّد = يدمي الفؤاد بسيله المتدفّقِ
أضحت على ذيل الحياة ولم تصر = رأساً يقود إلى الزمان المورقِ
نامتْ على لحن السيادة والعلى = في دهرها الخالي المجيد الأسمقِ
فأعدْ لها الأمجاد حتى تعتلي = صهوات مَجْدٍ باذخٍ متسلقِ
وأزلْ سبات عيونها حتى ترى = فجر الحياة مع الصباح المشرقِ
سلمتْ يداك بُنَيَّ يا أمل الغد الآتي = بنور ضيائنا المتفوقِ
عفواً بني فإننا في عصرنا = مثل الحجارة لا تفوه بمنطقِ
دعنا على فرش الأسرّة واتخذ = همم الكبار إلى المكارم واصدقِ
دعنا على لجج الأماني والعلى = يمضي ونمضي في سبات مطبقِ
نصحو على نصرٍ يَهُبّ نسيمُه = فنلمّ شعث إخائنا المتمزّقِ
لا تقلقنّ لنومنا وسكوتنا = فلربما غَلَبَا خطابة أشدقِ
زمن يمرّ وبعده يحلو الذي = مرّتْ مرارته مرور تذوّقِ
عجباً لقومي كيف صار جوابهم = للراحمين لحالنا المتفرقِ
عجباً لهم ولمن يقول مقالهم = وله مدارج للسلامة يرتقي
فإلى متى هذا السكوت عن الدعا = أفمالنا ألسنٌ تبوح وتستقي
إن لم يكن أهل الدعاء كبارنا = فصغارنا والله أقدر مُنطقِ
عبد الله عبده العواضي – إب
انفض
غبار الوهم
عجباً لطفل حلمه يتسامى = وطموحه قد جاوز الأحلاما
حار القصيد وحار نظمي وانبرى = قلمي يسابق نظمُه الأقلاما
في نعت نجم ساطع متلألئ = قهر الظلام وبهرج الأنساما
مهلاً عزيزي إنني متفائل = لما رأيتك تفقأ الأوهاما
مهلاً فإني مذ رأيتك شامخاً = أيقنت أنك تنسف الأصناما
هيهات أَنّى تستعاد كرامة؟ = إلا إذا كان الهداة كراما
فلأنت أكرم من يُجل مقامُه = بالحق فارفع بالحنيف مقاما
هذا مكان الأُسْد في ميدانها = فاشمخ بدينك عانق الأعلاما
كفكف دموع الحزن يا أَسَد الشرى = لا تكترثْ واستصغر الآلاما
واذكر مصيبة أمةٍ في دينها = رفضت إلى أعدائها استسلاما
نقشت على صدر الزمان شموخها = نثرت على مَرّ العصور سلاما
فلأنت شبلٌ لا يهابُ نعامةً = عملاق أنت تروّع الأقزاما
من نسل حمزة من سلالة ضيغم = أسدٌ لعمري أنجب الضرغاما
فانفض غبار الوهم يا بطل الوغى = زمجر لتزأر أيقظ النوّاما
عذراً إذا ظننت فيك مظنة = فلرب ظن يجلب الآثاما
إن كنت تلهو فاحذر اللهو الذي = يغويك حتى تستحل حراما
أو كنت تحلم واهماً في حفنة = زرعوا لك الأشواق والألغاما
وتشدقوا بالسلم في حبر على الـ = أوراق دَسّوا في اللحوم زؤاما
ذبحوا سلاماً واستباحوا حرمة = واستبدلوا دون الحَمَام حماما
بلسانهم صرنا نحدّث قومنا = ونصوغ من وهمِ الكلام كلاما
ما بالنا نمشي على آثارهم = ونسير في درب الضياع زحاما
لا ترتوي من سلسبيل سرابهم = هذا السراب سيغرق الأحلاما
وأظنُ حُسناً من سنا متضرع = أن القنوت يزيح عنك ظلاما
فلتبتهل لله في غسق الدجى = فعسى الدعاء يكون منك سهاما
رباه انصر في الجهاد كتيبة = هبّت هنالك تنصر الإسلاما
علي إسماعيل الباز – إب
عنوان المجد
أنا لا أريدك للعب = أو للتجمّل والكذبْ
أنا لا أريدك للمنى = أبداً وما هذا يجبْ
لا تجْرِ نحو التا = فهات فإنه عين الشغبْ
لا يخدعنْك سرابُ زيـ = ـف أو ضياء أو صخبْ
ما كلّ بُرقٍ ماطر = ما كل حمراء لهبْ
للمجد جئت وهذه = أمنيتي فخذ السببْ
ولدي أريدك للعلا = والمجد يأتي بالتعبْ
ولدي أريدك تبتغي = للعزّ علياء الشهبْ
فالمجد غالٍ نيله = والعز صعب المجتلبْ
ثمن العلا سيل الدما = والمال يدفع في القربْ
ولدي توسّمت المعا = لي فيك موج يضطربْ
فجبينك الوضّاح مَرْ = فوع يلوح بالغلبْ
ويداك تلتمس الثر = يّا كي تعانقها بحبْ
فانصب خيامك في رحا = ب العزم ولترسي الطنبْ
حَلّق بروحك في السما = واطرح همومك والغضبْ
أنا لا أريدك تحتسي = للذل أكواباً تصبْ
أنا لا أريدك أن تنا = م وتركننّ إلى النسبْ
وَلْتَسْعَ يا ولدي فما = تدري بما خلف الحجبْ
فالسعي يورثك الغنى = عن كل نذل أو خربْ
واجعل همومك واحداً = لا يأخذنك كُلّ شِعبْ
قَرْطِسْ بسهمك إن يكن = غَرَضُ العلا مرمى النشبْ
هاك السلاحَ وبينه = للموت رَبْعٌ منتصبْ
وخُذِ الرماح مجاهداً = والبس دروعك واغتربْ
خلف الشهادة موقناً = أَنّ الطريق بها الكربْ
حَرّر بلادك جاهداً = فالحق يرجع إن طُلبْ
وَرِدْ حياض الموت إن = حوض المعالي قد نضبْ
ولتُمْل للتاريخ أسـ = ـفاراً كباراً تُكْتَتبْ
ولْتُشهد الجوزاء والشمـ = ـس المنيرة والسحبْ
واكتبْ بحبر التعب في = ورق المشقة والنصبْ
بيراع هَمًّ ما إذا = قُرئت يقال هي النخبْ
وهي الدلائل للذي = يسمو إلى قمم الأدبْ
أبنيّ علَّي قد أطلـ = ـت عليك أو زاد الصخبْ
أو قلت قولاً فوق عقلـ = ـك أو يعد من الشغبْ
فاعذر أباك فإنه = بالحب يكتب ما انكتبْ
وإليك آخر نفثة = أنا لا أريدك للعبْ
محمود رزق الله علي – صنعاء
هذا الطفل
يمتّع بالأمنيات النظر = ويستشرف النصر منذ الصغرْ
وترنو إلى العزّ أجفانه = فينساب فوق الجبين الأغرْ
يوحد في جوف محرابه = ويرمي سهامه وقت السحرْ
بكف يداعب آماله = وكف لمقلاعه والحجرْ
ويرسم للجيل درب العلا = ويقرأ فينا وصايا عمرْ
ويضرب للقاعدين المثال = بقول المهيمن فيمن كفرْ
كباسطِ كفيه للماء لا = يرده ويصلى العذاب الأمرْ
ويبرأ إلى الله من قمة = وأكذوبة صاغها مؤتمرْ
سلام وللبغي نار تلظّى = فتحرق أريافنا والحضرْ
فبغداد فيها تجوب المآسي = تدنس جلبابها والثغرْ
وكشمير تشكو إلى الله مما = تعانيه من عابدي البقرْ
وفي أرض أفغان سيل المنايا = جرى مُحْدِثاً في الحنايا مَمَرْ
وقوقاز تجأر من هول خطب = له كل قلب رحيم انكسرْ
ويرقب مسرى الرسول لوانا = وينصت هل ثم ليث زأرْ؟
يطهّره من دنايا اليهود = فقد أحدثوا فيه إحدى الكبرْ
ويصرخ في زمرة اليائسين = من اليأس يا مسلمون الحذرْ
لكم في ثبات الأُولى عبرة = بلالٌ وعَمّارُ وابن النظرْ
وياسين في عصرنا أسوة = فطوبى لمن يقتفون الأثرْ
فيا قوم إن تنكثوا تخذلوا = وإن تخلصوا يستجيب القدرْ
فَجُدْ يا صغيري لنا بالدعاء = وكن في زمان العقوق أَبَرْ
فما الله مخزيك كَلا وربي = ووجه البراءة مثل القمرْ
وحلّق بروحك بين النجوم = إذ الأرض مملوءة بالكدرْ
فما العيش فيها لِحُرّ يطيب = وقردٌ خسيس يقود البشرْ
ولا تحمل الهمّ من خائن = ولا مستكين ولا مَنْ غدرْ
لئن قتلوا الدّرة الغاصبون = ففي الجيل منه ألف الدررْ
سينشأ فيهم صلاح الإباء = ومعتصماً ثم قطز الظفرْ
فيصنع للقدس فتحاً مبيناً = ويقلع جدرانهم والشجرْ
ويطمس آثار كل اليهود = كما يطمس الجدبَ ماءُ المطرْ
فيصدح فيها الأذان جلياً = ويرقص زيتونها بالثمرْ
وفي الأرض للبغي باعٌ ولكن = غدا تائهاً مثخناً يحتضرْ
فمن ذا الذي شاقق الله أو = تجَبّر في أرضه وانتصرْ
فلابد في القدس أن نلتقي = على الحب مهما يطول السفرْ
ونقرأ قي كل أرجائها = (براءةَ) و(النصرَ) أغلى السورْ
وفي روضة الخير يا مهجتي = مع دوحة الشعر يحلو السمرْ
فننشد في عاشقي السلام = لنا سَطّر الدهرُ أحلى الصورْ
بسيفٍ ودرعٍ ورمحٍ مع = شبابٍ تقيًّ يطيل الغررْ
تُدَكُّ حصونٌ وتهوي قلاع = الطغاة وربي بهذا أمرْ
وتبنى المآذن والعدل يسري = فيمحو السرابُ يقين الخبرْ
فقد قالها الله من فوق سبع = طباقٍ أعدوا لخير وشرْ
أحمد علي اللقاحي – رداع
من وحي الطفولة
ربيع طفولتي يختال فخرا = وسر براءتي ينساب عطرا
وأنسام تداعبني بعشق = فأرقص نافثاً في الكون سحرا
وتزهو بي الحياةُ وكيف أبدو = إذا ما صرت بين الروض زهرا
أميل على سرير الملك عزّاً = ولي عرش علا إيوان كسرى
ولي نغم يدغدغ كل قلب = لديه تصبح الأكباد أسرى
ولي كبد يغرد في البراري = تعانقه البلابل والقمارى
ويرتشف الرحيق من الأقاحي = ويسبح في فضاء الله حُرّا
وعذب لحونه في الكون تسري = بذبذبة غدت في النفس خمرا
وأطياف تمرّ مُفردّات = فأعدو خلفها كَرّاً وفَرّا
أيا طيف الطفولة أُبْتَ لمّا = تغشّاني الظلام فكنت بدرا
فما أبهاك حين تطوف ليلاً = فتزداد القلوب هوىً وسكرا
سكنتَ جوانحي وملكتَ أمري = فهل أعطي لمن أهواه أمرا
أناجيه ويسمعني ويدنو = وأرفع راحتيَّ إليه شكرا
يداعبني فيؤنسني ويهدي = إلىّ شعاعه الوضّاء تترى
وانظر نحوه والعين جذلى = تزفّ إلى الطفولة خير بشرى
فأشمخ في الذرى عِزّاً بأنفي = وليس شموخي الرقراق كبرا
بغير طفولتي لا شيء يبدو = جميلاً واللذيذ يبيت مُرّا
بغير طفولتي الدنيا ظلام = وهذا الجو يمسي مكفهّرا
ولتك طفولتي همسات حُبّ = سرت في أنفس الثقلين طُرّا
وكم لطفولتي من مكرمات = وآيات وجنات وذكرى
فكم من مهجتين يحوم حولي = وصالهما ورام النأي شرا
تألقتا وفي أفياء ظلي = تعانقتا وقلبي صار جسرا
وإني بُرعم ألهو ولكن = أبيت – ترفعاً – لغواً ونكرا
وعُودي لم يزل غَضّاً طريّا = وروحي في السماء تَرِقُّ طهرا
وإنا ما نسينا – قَطُّ - يوماً = أخا الأقصى وقد اغتيل غدرا
فكم من حسرة تجتاح نفسي = وكم بالقلب هذا الحزن أفرى
فيا طفلاً تعاركه المنايا = وصنْواً في المهامه هام قهرا
إلى الجنات مأواكم فسيروا = فقد أعلاكم الرحمن قدرا
وإنا سائرون على خطاكم = ونهفو نحوكم سراً وجهرا
ولم نملك لكم إلا دعاء = فصبراً أيها الأبطال صبرا
طفولتكم ترفرف في فؤادي = وتحت ظلالها ألفيت فجرا
حسن حسن القرداني - برع