صحراء بلا رحمة !!!
امشي
قدمان حافيتان جريحتان
وجسد نحيل عار ٍ لم يتعود خشونة الحياة لايستره الا ما يستر العورة
وصمت رهيييييييييييب يحيط بالمكان
وتعب ٌ كاد هنا ان ينطق ويصرخ وان يستغيث
ولكن لا جدوى من الصراخ
فهنا لا احد
وقد ادركت ان الصحراء عالم اللا احد
وحرارة الوميض تكاد ان تفتك بي
ونباتات خضراء لكنها بلا طعم او رائحة
تغريك بالاقتراب
وانت تجاهد الاقتراب
وما ان تقترب تتحول الى كائن كريه يحاول ان يقتات منك
اتراجع الى الوراء
واشواك الطريق قد ادمت راحة قدماي
واشعة الشمس وحرارتها قد اختارا ان يكونا رفيقين في ذلك الطريق الوعر
لست ادري اي الحظات التي ستطرحني حينها ارضا
وحينها اتساءل كثيرا
مالذي يدفع بشاب مثلي تعود نعيم الحياة ان يسكن تلك الصحراء ..ان يتشبث بها
اهو الطموح ام التجربة ام الفضول ام البحث عن جديد
ما اعلمه اني ادركت ان الواقع غير الاحلام
وانا هنا بالكاد ان احرك اطرافي
ليتني لم اسير هنا
وليتني ملكت حق التراجع
لكنها الصحراء
انفاسي الساخنة وهي تلفح خداي تكاد ان تقسمان على الانتقام
كل شيء هنا يوحي بالموت البطيء
لاشيء هنا يبعث الامل
لم اعد اثق باحد
ما اجده حولي هنا هو ذلك اللون الصخري البائس الكئيب
وشحوب السماء
وغضب الصحراء وويلاتها
لا اؤمن بشيء هنا الا بامر واحد
متقين فيه تمام اليقين انه لا احد
سوى ان هناك رب كريم يخلق الامل ويبعثه في النفوس
وبينما انا اجر خطواتي المتثاقلة اذا هم هنا وهناك
في كل مكان
ربما اجدني وجبة غداء شهية لهم لكنني اظنها وجبة الجوع المنهك فسيقبلون بي مهما رفضت كل القيم ذلك
المتربصون في عالي السماء
وفي منتهى الجوار كثيرون
يتربصون يتصيدون فافتراسك حياة لهم
وصيدك امنية تزاورهم
كل منهم يود ان ينال نصيبه وينتظر لحظة السقوط المرير
والسراب الذي يوهمني بالحياة قد اتقن الخديعة رغبة منه في الاستدارج الى حيث المصير
وماحال الرمال وهي تعيق مني الحراك تود ان تغوص تلك الاقدام لتصبغ لونها الكئيب على ما تمتد اليه سطوتها
العطش يكاد ان ينطق
والحر يكاد ان يحرق
والالم يكاد ان يطبق علي هنا
امد البصر فلا ارى بوادرا للحياة
ولا ظل ظليل
فالحياة تكاد ان تمووووووووووت لولا بعض المتربصين ممن سينالون وطرهم من فريسة هذا اليوم
اتحامل الما وجوعا وعطشا كي اكمل الطريق ..رغم انه لا طريق ولا امل ولا وجود للحياة
خطواتني بدات تضيق ..وانفاسي بدات تتعب ..وركبتاي تمنيان النفس بالركوع
عندها ايقنت يقين البشر الضعيف
انني هنا وسادفن هنا
وفي خضم التمدد والانتظار
جاثيا على تلك الرمال الزاحفة الساخنة منتظرا مصيري
المح من بعيد
خيال شجرة
وظل واحة
المحه وانا مدرك تماما ان السراب لازال يمارس معي لعبه السخيفة ليمدني وهنا ويزيدني شقاءا
لكننا قلوب تتمسك بالامل حتى لو كان ذلك الامل خيالا سيزول
اقترب زحفا وانهض متمايلا واسقط صعفا..
هي مخاطرة النهوض بقوة او السقوط بقوة
اشحذ كل مابقي ومالم يتبق في عالمي الصغير حتى اصل هناك
فقد اموت هناك
اسرق الانفاس يخالطها الغبار المتدفق من حركتي
واتشبث بالامل البائد
\امني النفس بقطرة ماء كي تقتل العطش الشديد
اجد اقتراب المفترسين قد زاد من عزمي للوصول ولابأس من البقاء فريسة تحت ظل كاذب
اقترب ويقترب ذلك السراب مع رؤية لا تتضح فعيناي هنا قد اوهنهما ما شاهداه حتى لكأني بواحدة منهما تموت شيئا
فشيئا واختها تبصرها تود ان تمدج يد العون لها لكن لا فائدة
الكل ينتظران ان تغمض كليهما ...فالتعب والارهاق قد جعل النوم في احضان ذلك اللهيب الحل الامثل
الاشواك تصيب ذلك الجسد الزاحف والجروح تجدد تهيجها ..والحرارة تكاد ان تبخرني ان صح لي قول ذلك
اقترب والوهن قد احكم سطوته
اثقل حركتي
لكنه الصراع من اجل الحياة ..تأمل معي
كلنا يصارع من اجل الحياة
واي كائن ينبض ولديه روح سيقاتلك حتى الموت ان اردت ان تسلبه حق الحياة بامر الله طبعا
يستمر الزحف ويتزايد الالم ويتناقص الصبر والامل في اعماق خالية
لم يك ما رأيت سرابا
هي واحة بالفعل وظل ظليل وشجرة يمتد قوامها الى علو شاهق
وكأنها جنة الصحراء تلك
انتفض وينتفض معي االجميع لاندفع متعثرا لاهثا باحثا عن الرمق الاخير هنا
اسحب معي ما بقي من بقايا طاقتي لارتمي في حضن تلك البركة
اطفي اللهيب
اغوص بكامل جسدي لارجع الحياة الى حيث لم تك
ارتوي واغسل عناء تلك الرحلة الشاقة
اغسل تلك الجروح فرصة لها بالتشافي والتطبب
ارتوي واروي عطشا لا اجده معه الحاجة لان اتروي ممن يشربني سما او ماءا ملوثا
ارطب اجزاء جسمي حتى اقاوم جفاف الحياة الصارم
اجعل قطرات من الماء تتساقط على وجهي تقبله فمنذ حينة كان ان يمووووووووت
ازيل عن كاهلي عناء المشقة والالم والبقاء تحت وهج الشمس المستعر
انهي كل احلام طامع او مفترس يود ان ينال هنا او هناك
اتيح لنفسي ان تجدد نشاطها رغبة في تجديد المسير بوجهة اخرى وصورة مغايرة
احي بعضا من الامل رغم موته البطيء
اعلم ان الصحراء لا ترحم لكن
الوصول وطعم الوصول قد دفن كل ما سبق وقد وصلت
وصلت الا ما اريد رغم ايقاني ان لاحياة لا امل لا وجود
ما الصحراء تلك الا بيئة مصغرة لعالم الحياة ومعتركها
ما اود قوله باختصار
حذاري من السقوط فالمفترسون بالجوار
والمتربصون كثير
رمل زاحف
سراب خادع
نبات متقلب
صبار متوحش
والكثير والكثير
كلهم لا يهاجم لتملك حق الدفاع بل يتربص ليملك حق الهجوم
انها الصحراء والصحراء لا ترحم
همسة السطر الاخير..لا تحاول ان تفهم هنا ماقرأته لكن حاول ان لا تسقط
******************************************
من الخيال منقووول